التأثير المطلق لوجود كريستيانو رونالدو في صفوف ريال مدريد في الوقت الحاضر وفي المستقبل تجلى ليلة أمس بشكل كبير إن لم يكن هذا التأثير موضع شك من الأساس
ففي ليلة أمس كريستيانو فعل كل ما يمكن أن يفعله لاعب كرة القدم في الملعب ولكن رغبته مرت عبر عدة مراحل ملونة اختتمها باللون الأحمر ..
فهو من صنع الهدف الأول ثم تسبب بعد ذلك بركلة الجزاء التي اضاعها وما لبث ان اختتم سلسلة التسجيل بهدف رابع للفريق وبعد ذلك بعدة دقائق تم طرده من الملعب.
من الناحية الفنية رونالدو تبادل الأدورا الهجومية مع هيجواين ولعب كثيرا كرأس حربة وعلى الناحية العقلية فرونالدو كان قد عانى و مر بعدة مراحل مختلفة من القلق إلى الإحباط وصولاً الى الغضب بدون ان يعرف الراحة . وهذا الأمر اتضح كثيراً عند تنفيذه لركلة الجزاء التي أنهاها بنزيما في الشباك , فبعد فرحة رونالدو بحصوله على ركلة جزاء انتقل من حالة الفرح فجأة الى خيبة الأمل ثم عادت جروحه لتلتئم بعد ان احرزها بنزيما وبالتالي جاءت ردة فعله بالإكتفاء بوضع يديه على رأسه فقط.
طرده جاء بعد ردة فعله للضربة التي تلقاها على رأسه وهو ما صدر عنه نتيجة تضارب مشاعره من القلق الى الإحباط الى النشوة
وقد زامن حالة الطرد تصفيق حار من الجماهير تقديراً منهم لمجهوداته .
سيناريوالهدف الأول كان اثبات على سيطرته وتصميمه فوضع الكورة العرضية بقدمه اليمنى لتستقبلها رأسية المحارب راموس وتسكنها الشباك . هذا اذا ما احتسبنا العديد من الفرص المهدرة والتي تألق الحارس الفيس بإبعادها . بعد ذلك سجل الميريا هدفان وسط حالة أشبه بالإغماء من لاعبي ريال مدريد وهو ما تكرر كثيراً هذا الموسم , هنا أطلق رونالدو العنان لغضبه وتحصل على ركلة جزاء (سارت الكثير من الشكوك حول صحتها) اضاعاها وارتدت من الحارس لبنزيما حيث اسكنها الشباك وبعد وقت قصير اهدى هيجواين رونالدو كرة الهدف الرابع الذي فجر فيه مشاعره المكبوتة بطريقة مجنونة خلع فيها قميصه من الفرحة وتلقى عندها البطاقة الصفراء الأولى .
الأمر الإيجابي هو ان اليوم الذي كان فيه رونالدو الملاك والشيطان بنفس الوقت فاز مدريد بنتيجة 4-2 . ومن كل ما حدث تتلخص لنا حقيقة واحدة وهي ان كريستيانو حتى الآن قادر هذا العام على قيادة ريال مدريد الى ما يستطيع او ما يرغب بالوصول اليه وقد لا يكون هذا المنظور خاطئ بعد التفكير بالأمر.
علينا ان لا ننسى ايضاً مجهودات هيجواين وجهود الميريا ولاحتى بلغريني والذي اتضحت معالم عمله في الشوط الأول وفان دير فارت الذي تألق في مكان كاكا .
بالنهاية فقد تحقق الفوز وكان كريستيانو قد ساهم بشكل كبير في كتابة سيناريو المباراة وبالرغم من ذلك فإن رونالدو قد حظي بيوم سيء ..
ولكن هل يمكن لأي لاعب ان يسجل ويصنع أهداف في أسوأ أيامه ؟؟!!!