فتاوى متنوعه لسماحة المفتي

يجيب عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ العدد 2201 | 16 رجب 1430 هـ مفتي عام المملكة العربية السعودية

متى تسقط الفاتحة عن المأموم؟
* هل تسقط الفاتحة عن المأموم إذا كان الإمام لا يعطي فرصة ومهلة للمأمومين أن يقرؤوها؟
- في هذه الحالة تكفي قراءة الإمام قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} [الأعراف]. فإذا تمكن من قراءة الفاتحة في سكتات الإمام فإنه يقرأها، وإذا لم يتمكن فإنه يستمع لقراءة الإمام وهي كافية إن شاء الله.

زوجي منعني من صلة أهلي..
فهل أطيعه؟
* سائلة تقول طلب مني زوجي ألا أذهب إلى أهلي لزيارتهم لأن بينه وبين إخوتي خلافاً وشقاقاً فطاوعته خوفاً على حياتي الزوجية وأولادي. ثم طلب مني ألا أتصل بهم لا هاتفياًً ولا بالجوال لمدة سنة تقريباً والآن طفح الكيل وأنا بحاجة إلى محادثة والدي ووالدتي وإخواني علماً بأن هذا الزوج فيه شيء من الدين أرجو أن تنصحوه عبر هذه المجلة لعله يرتدع، مأجورين؟
- على هذا الزوج أن يتقي الله سبحانه وتعالى ولا يمنع زوجته من صلة أرحامها فإن صلة الأرحام واجبة على المسلم فلا يمنعها من وصل أرحامها إلا إذا كان في هذا مضرة عليه كأن يفسدوها عليه فله أن يمنعها، أما إن لم يكن هناك عذر شرعي وإنما هو تفاعل مع ما في نفسه من الحقد والغضب عليهم فعليه أن يتقي الله وأن يترك زوجته تواصل أهلها بالزيارة والكلام في الهاتف لأن ذلك من صلة الرحم ولا يحمله الغضب إلى هذا الحد.

لا يجوز منع الحمل إلا لسبب ظاهر
* عندما تستخدم المرأة دواء يمنعها من الحمل لمدة خمس سنوات ثم تتركه لمدة أخرى لأنها لا تريد كثرة الأولاد وستقتصر على ثلاثة فقط وهذا ما اتفقت عليه مع زوجها لأنها تريد أن تربيهم التربية الجيدة، ولأن أمور الحياة في بلدي لا تساعد على كثرة الأولاد ومعيشتهم فما الحكم الشرعي في عملنا مأجورين؟
- لا يجوز منع الحمل إلا لسبب ظاهر كأن تكون صحتها لا تتحمَّل متابعة العمل إن نصحها الأطباء بتأخير الحمل، وليس منع الحمل وإنما تأخير الحمل لأنها لا تتحمَّل العمل المتتالي عليها فإذا نصحها الأطباء بذلك فلا مانع أن تأخذ مانعاً يؤخِّر الحمل. أما إذا كانت صحتها جيدة ولا يؤثر عليها الحمل فإنه لا يجوز لها أن تمنعه ولا أن تؤخِّره.

الجيران لهم حق الله والرسول
على جيرانهم
* لدي جيران لديهم أطفال مزعجون بعض الشيء وهم يسكنون في الشقة التي فوقنا وإذا حصلت لدينا مناسبة لا ندعوهم لها بسبب شغب أطفالهم، فهل علينا شيء في ذلك؟ وهل ذلك يعد من عقوق الجيران؟
- نعم، الجيران لهم حق، الله أوجب حق الجار على جاره قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ(36)} [النساء]. وأوصي النبي صلى الله عليه وسلم بالجار أوصاه جبريل "قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، فالجار له حق وتحمّلوا ما يصدر منهم من أذى ولا يسقط حقه عنكم.

قص شعر الرأس
من نسك الحج والعمرة
* ذهبت لأداء العمرة أنا وزوجتي وبعد الطواف والسعي قمت أنا بقص بعض شعر رأسي، حيث أخذت شيئاً قليلاً وزوجتي لم تقص من شعرها علماً بأنه قد حصل لي أنا مثل هذا في عمرة سابقة؟
- القص من الرأس من النسك في الحج أو عمرة بالنسبة للرجل يعم جميع رأسه فيقصّر من جميع رأسه من جميع جوانبه من أطرافه ومن وسطه ومن جميع الجهات ولا يقتصر على جانب واحد من الرأس، وأما المرأة فإنها تقصّر من كل ضفيرة من ضفائرها قدر أنملة.

إذا عطس المأموم في الصلاة..
هل يحمد الله؟
* إذا عطس المأموم في الصلاة وقال الحمد لله هل في ذلك بأس؟
- لا بأس في ذلك لكن لا يرفع صوته بها، بل يكون خفياً.

حكم استخدام العمال لأعمال أخرى
* بعض الناس يستقدم مزارعين لمزرعته ولكنه يقوم بإرسالهم إلى مزارع أقاربه يوماً وتارة لمزرعته وأسبوعاً يرسلهم لأعمال غير الزراعة كالتجارة أو إصلاح المواسير وغيره. هل يجوز لصاحب هذا العمل إرسال هؤلاء العمال؟
- المسلمون على شروطهم فعليه أن يستعمل العمال للعمل الذي استقدمهم من أجله هذا هو الأصل ولا يلزمهم بأعمال أخرى إلا إذا رضوا بذلك فلا بأس.

ما فعلته خطأ كبير وعليك رد المال
* من أخذ مالاً من محل تجاري يعمل فيه بدون علم صاحب المحل واشتغل به في التجارة وخسر في بعضه واستفاد من بعضه وقد اختلط هذا المال مع ماله ماذا يعمل مأجورين؟
- لا يجوز له أن يأخذ من المحل مالاً لنفسه خاصة ويشتغل به لنفسه هذا من الخيانة؛ لأنه أمين في هذا المحل لا يشتغل إلا لصاحبه فما فعله هذا السائل خطأ كبير وعليه أن يرد المبلغ بأرباحه لأنه لصاحبه وليس له ويتحمل الخسارة أيضاً إذا خسر يخسرها لصاحب المال. المهم أن يرد المال لصاحبه وإن كان فيه مكاسب ومرابح فإنها لصاحب المال وليست له لأنها نماء ماله.

كفارة اليمين
* نرغب من سماحتكم التفصيل في موضوع كفارة اليمين؛ لأنه كثر في الآونة الأخيرة الأقوال في هذا الموضوع جزاكم الله خيراً؟
- كفارة اليمين ليست فيها أقوال لأن الله نصَّ عليها في كتابه قال سبحانه وتعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ(89)} [المائدة]. هذه الأمور الثلاثة مخيَّر بينها، فمن لم يجد شيئاً من هذه الثلاثة فإنه يصوم ثلاثة أيام { فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ (89)} [المائدة]. وهذا في اليمين المنعقدة التي قصد عقدها، أما اليمين التي لم يقصد عقدها وإنما جرت على لسانه فهذه تعتبر من لغو اليمين قال تعالى: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ(225)} [البقرة]. فهذه ليس فيها إثم ولا كفارة لأنه لم يقصدها، وأما ما قصد عقده على أمر ماض كاذباً متعمداً فهذه اليمين الغموس لا تحله الكفارة ولكن عليه أن يتوب إلى الله ويستغفر منها. إنما الكفارة تجب بشرطين الأول: أن ينويها أي أن ينوي عقدها بقلبه عند التلفظ بها والشرط الثاني: أن تكون على أمر مستقبل ممكن، كوالله لأفعلن كذا، أو والله لا أفعل كذا.

من أحكام الزيادة في العبادات
* ما حكم زيادة النوافل كزيادة النافلة قبل الفجر أربع ركعات بدل من ركعتين من باب الاستزادة من الخير والمسارعة فيه، وكذلك زيادة التسبيح في الركوع بدلاً من ثلاث مرات إلى أكثر من ذلك وكذلك زيادة الذكر بعد الصلاة كزيادة التسبيح أكثر من ثلاث وثلاثين مرة؟
- الزيادة على ركعتي الفجر لا تجوز، لأن الوقت وقت نهي إذا طلع الفجر فلا صلاة نافلة إلا راتبة الفجر فيقتصر على ركعتين فقط. أما زيادة التسبيح في الركوع والسجود فهذا شيء طيب لأن الواجب مرة واحدة وأدنى الكمال ثلاث وأعلى الكمال عشر وإذا زاد فلا حرج لكن إذا كان إماماً فلا يطيل على المأمومين يراعي أحوال المأمومين. أما إذا كان يصلي وحده فله أن يطيل ما شاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيكم أمَّ الناس فليخفّف فإن فيهم الكبير والمريض وذا الحاجة فإذا صلى لنفسه فليطوّل ما شاء" أما زيادة الذكر بعد الصلاة فيقتصر المسلم على ما حدده الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي به وإذا زاد ذكراً آخر لم يربطه بالذكر الذي حدده الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما أراد أن يكثر من الذكر لأنه متمكن من هذا فهذا لا حرج عليه لكن لا يعتبر هذا ذكراً من الذكر الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة وإنما يعتبر ذكراً مطلقاً والذي حدده الرسول هذا مقيد.

جزاك الله خيرا على هذا المرور

جزاك الله كل خير

» موقع رسمي للإفتاء / فتاوى صحيحة لكبار العلماء