.
يأمل محبو الساحر السويسري روجيه فيدرر المصنف ثانياً عالمياً تحسن الأحوال الجوية في العاصمة الفرنسية باريس، وينتظرون شروق الشمس لأطول فترة ممكنة كونها تلعب دوراً أساسياً وتأثر بشكل غير مباشر على فرص الخسارة والفوز في مباريات بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب، ثاني البطولات الأربع الكبرى التي تقام على ملاعب رولان غاروس الترابية.
ويسعى السويسري للظفر ولأول مرة بلقب هذه البطولة الكبيرة التي غابت كأسها عن خزائنه المدججة بالكؤوس وتتويج مسيرته الرائعة بالفوز على التراب الفرنسي الذي مازال عاصياً أمام حملاته المتكررة والتي كان آخرها وصوله إلى النهائي في السنوات الثلاث الماضية (2006-2007-2008) قبل أن يعود ويسقط أمام الـ"ماتادور" الإسباني رافاييل نادال.
ولن ندخل في متاهات المؤهلات البدنية والفنية والعقلية التي يجب أن يتمتع بها أي لاعب يريد أن يرفع الكأس في النهائي وإنما سنتناول فقط مسألة تأثير العوامل الجوية "الطقس" على أداء فيدرر بالتحديد.
وكما يعلم متابعو شؤون وشجون عالم الكرة الصفراء فإن فيدرر الذي يملك في سجله 58 لقباً، منها 13 في البطولات الكبرى، ينفرد بأسلوب لعب هجومي يميزه عن بقية اللاعبين، وتعتبر الأراضي الترابية الخصم الأول له كونها تمتص من سرعة الكرات وتجعل تحركاته السريعة دون جدوى. وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة فإن الأراضي الترابية تحد من الإمكانيات التي يتمتع بها وتقلصها خصوصاً أمام اللاعبين ذوي الأسلوب الدفاعي على غرار منافسه اللدود المصنف أولاً عالمياً الإسباني نادال.
وربطاً بما ذكرناه أعلاه فإن فيدرر سيتأثر بشكل كبير بالعوامل المناخية التي ستسيطر على أجواء العاصمة الفرنسية خلال أيام البطولة المقبلة ذلك أنه وفي حال شروق الشمس لساعات طويلة ستكون أرضية الملاعب جافة وغير رطبة وبالتالي أقل امتصاصاً لسرعة الكرات، والعكس صحيح، ففي حال تواصل هطول الأمطار فإن الأرضية الترابية ستكون "مشبعة بالماء" ونسبة رطوبتها مرتفعةً لدرجة أن ارتداد الكرات سيكون منخفضاً وكذلك الأمر بالنسبة إلى سرعتها التي ستكون منخفضة نسبياً مما سيؤثر سلبياً على بقية مباريات السويسري الذي يدمن على الأسلوب السريع.
هذا وستؤثر أيضاً الرطوبة المرتفعة على الكرات المصنوعة من مواد مطاطية مما سينعكس بدوره سلبياً أو إيجابياً على اللاعبين كلٍ حسب أسلوبه، فعندما ترتفع نسبة الرطوبة يرتفع معها وزن الكرة وتصبح أثقل وبالتالي تكون ارتداداتها أقل ارتفاعاً وتنخفض سرعتها. أما وفي حال انخفاض الرطوبة فالعكس سيكون هو الصحيح.
والجدير ذكره أنه كلما أقيمت المباريات في وقت مبكر من النهار تكون نسبة الرطوبة أقل بفعل عامل التبخر على عكس المباريات المتأخرة حين تكون نسبة الرطوبة أكثر ارتفاعاً.
ويدرك فيدرر تماماً هذه الأمور وهو سيحاول التكيّف والتأقلم مع العوامل الخارجية لمتابعة مسيرته بنجاح كونه يرفض الاستسلام ويصر على إحراز اللقب في رولان غاروس ليكون سادس لاعب في التاريخ يفوز بالبطولات الأربع الكبرى، كما أنه يريد معادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولات الكبرى (14 لقباً) المسجل باسم الأميركي بيت سامبراس.